كان عام 2017 هو العام، عام الحظ السعيد بالنسبة للطالب النيجيري هانغ ماي يو (الاسم الصيني)، فبعد أن حصل على الاجازة في الدين والأنثروبولوجيا بجامعة نامدي أزيكيوي، إلتحق بجامعة نانكاي الصينية، لدراسة اللغة الصينية. وقد بدأ هانغ التفكير في الدراسة في الصين، منذ سنته الثانية في الجامعة. حيث كان يرغب في تعلم مهارة أخرى ويتعلم اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس بجامعة نامدي أزيكيوي، الشيء الذي جعله أكثر اهتماما بالثقافة الصينية والسفر للدراسة في الصين.
لاحقا، حصل هانغ على منحة من معهد كونفوشيوس وسافر للدراسة في الصين، حيث التحق بجامعة نانكاي، التي حقق فيها نتائج جيدة، أهلته للحصول على جائزة “شخصية العام بجامعة نانكاي 2018″، حيث كان الطالب الأجنبي الوحيد من بين الطلاب العشرة الحائزين على هذه الجائزة في تلك السنة. وحصل على الجائزة الثانية في ” مسابقة أبطال تعليم اللغة الصينية”. ويتابع هانغ في الوقت الحالي دراسة الدكتوراه في تخصص العلاقات الدولية بجامعة نانكاي. ويقول بأنه يطمح إلى الاسهام في دفع العلاقات الصينية النيجرية في المستقبل؟
خلال فترة “الخطة الخمسية الثالثة عشرة”، شهدت التبادلات التعليمية والتعاون بين الصين ودول العالم زيادة ملحوظة. وهناك أعداد متزايدة من الطلبة الأجانب الذين يلتحقون سنويا بالجامعات الصينية. حيث تشير الإحصاءات ذات الصلة لعام 2016 إلى أن عدد الطلاب الدوليين قد تجاوز 440 ألفًا؛ وفي عام 2018 بلغ هذا العدد 492200 طالب. وتمثل هذه الزيادة انعكاسًا مباشرًا لتقدم مركز الصين في ترتيب وجهات الطلاب الدوليين، حيث أصبحت الصين أول وجهة للطلاب الأجانب في آسيا. كما تعكس تحسن ظروف الدراسة بالجامعات الصينية وازدياد جاذبيتها.
قبل المجيء إلى الصين، تخرج الطالب الأمريكي كولوهان (الاسم الصيني) في جامعة جنوب فلوريدا. “رغم أنني درست المالية، لكنني التحقت بفصول اللغة الصينية بدافع الفضول. ولم أتوقع أنه بعد دراسة فصلين، أصبحت أرغب في مواصلة تعلم اللغة الصينية في الصين بعد التخرج”.
في عام 2018، فاز كولوهان بمسابقة “جسر اللغة الصينية” في أمريكا. ثم حصل على منحة لمتابعة دراسة الماجستير في جامعة الاقتصاد والتجارية الدولية ببكين.
أثناء دراسته في الصين، كان كولوهان شاهدا على النمو الاقتصادي السريع للصين. وبعد تخرجه قرر البقاء في الصين للعمل. وفي عام 2020 حصل على وظيفة في صناعة الفيديو. “الغرض من العرض هو تقديم الصين للأصدقاء الأجانب. وعلى الرغم من أنه لا علاقة له بتخصص المالية الذي درسته، إلا أنني أحببت هذه الوظيفة كثيرا” يقول كولوهان.
وبالإضافة إلى اهتمامهم بالثقافة واللغة الصينية، ينجذب المزيد والمزيد من الطلاب الأجانب إلى التنمية الاقتصادية في الصين والتكنولوجيا المتقدمة. حيث تُظهر البيانات ذات الصلة أن الهيكل المهني للطلاب الدوليين في الصين يشهد تحسّنا مستمرا، إذ زاد عدد الطلاب الذين يدرسون الهندسة والإدارة والعلوم بشكل كبير، وباتت الجامعات الصينية تقبل الطلاب الاجانب في مختلف التخصصات على نطاق واسع.
أما الطالب الاوزبكي وودي (الاسم الصيني) فيقول بأنه فضل جامعة جياتونغ الصينية لدراسة الهندسة الميكانيكية على جامعات أخرى في العالم.” لقد فكرت في التطور السريع والتقدم التكنولوجي الذي تشهده الصين والأمن الاجتماعي، وفي النهاية اخترت المجيء إلى الصين،” يقول وودي. ويضيف بأن المكاسب التي حصل عليها خلال دراسته بالصين، قد أثبتت صحة اختياره في البداية. “هذه المكاسب لم تأتِ من دراستي فحسب، ولكن من عدة جوانب أخرى. لقد شاركت في العديد من أنشطة التبادل، والتقيت بالعديد من الأصدقاء الصينيين والأجانب. والأهم من ذلك، أنني حققت العديد من أحلامي في الصين.”
وقد حصل وودي على درجة الماجستير في الهندسة وإدارة المشاريع من الجامعة المركزية للتمويل والاقتصاد، ويخطط لدراسة دكتوراه في الاقتصاد في الخطوة التالية. “طريقي مازال طويلا، وآمل أن أطور عملي الخاص في الصين وأن أقدم مساهمتي في تعزيز التبادلات بين الصين وأوزبكستان.”