العلاقات الموريتانية الصينية: خمس و خمسون عاما من الصداقة والشراكة البناءة.
في التاسع عشر يوليو من عام 1965، تم توقيع اتفاقية العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا والصين وذلك من طرف الرئيس والزعيم الوطني الصيني ماوتسي تونغ ومؤسس موريتانيا الرئيس الراحل المختار ولد داداه.
ازدهرت وتطورت العلاقات بين البلدين طيلة خمسين عاما في عالم مضطرب تحكمه مصالح دولية متقلبة.
بدأت العلاقات بين البلدين في ظل حرب باردة بين معسكريْ الشرق والغرب من ما مثل حدثا هاما يرمز للتضامم بين دول العالم الثالث آنذاك.
كما مثلت حلقة وصل بين الصين والدول العربية والإفريقية.
توطدت الصلة بين الطرفين وتبادل زعماؤ ومسؤولو البلدين الزيارات ودعم بعضهما بعضا في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك..
كما أبدت موريتانيا المبادرات الصينية ومن ذلك مثلا مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ لبناء مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية و”مبادرة الحزام والطريق”.
ويبرز عمق علاقات البلدين أكثر في الجانب الاقتصادي حيث تطورت في هذا الجانب كثيرا وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أرقاما قياسية.
وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لموريتانيا.
كما ساهمت الصين بفعالية في التنمية وإنجاز المشاريع المرتبطة بها في موريتانيا والتي ناهزت 100 مشروع تنتشر في كل مناطق موريتانيا.
وساهمت الصين في مجالات تنموية عديدة منها على سبيل المثال ميناء الصداقة ومستشفى الصداقة ومشروع الصرف الصحي والمتحف الوطني ودار الشباب القديمة والملعب الأولمبي..إلخ.
وفي المجال الثقافي، عرف البلدان ازدهارا كبيرا على مستوى تبادل الزيارات بين الهيئات الثقافية والتشريعية بينهما، كما تم تشكيل فريق برلماني للصداقة بينهما، مع ازدهار الحوار والزيارات بين الحزبين الحاكمين في البلدين.
كما تم تدريب اكثر من 1000 موريتاني في الصين في مجالات التعاون الاقتصادي ومكافحة الأمراض والتصحر…إلخ.
ودأبت الصين على ابتعاث اساتذة إلى جامعة نواكشوط لتدريس اللغة الصينية مع تقديم منح سنوية للطلاب الموريتانيين.
كما تم تدشين معهد كونفوشيوس بجامعة نواكشوط وتتالت العروض الثقافية والفنية بمناسبة عيد الربيع في الصين.
خمسون عاما مرت وعلاقات البلدين تتعزز في شتى المجالات.
ومهما تغيرت الأوضاع الدولية سيبقى البلدان مرتبطين بصلات متينة قوامها الصداقة والتعاون البنَّاء والطموح المشترك دون أن ننسى أن علاقات موريتانيا والصين هي في طليعة علاقات الصين بالدول العربية والإفريقية.
إنها إذن علاقات ممتدة من الصداقة والعطاء رغم تحديات المتغيرات الدولية المتسارعة.
بقلم/ محمدن المختار.
مهتم بالشأن الصيني.
[email protected]