تقرير اخباري: إنجازات جديدة للتعاون الصيني الإفريقي من خلال المنطقة التجريبية للتعاون الاقتصادي والتجاري

شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين مقاطعة هونان والدول الأفريقية تطورًا ملحوظًا، منذ إصدار “الخطة الشاملة لبناء المنطقة التجريبية للتعاون الاقتصادي والتجاري المتعمق بين الصين وأفريقيا” في يناير 2024. ووفقًا لإحصاءات جمارك تشانغشا، بلغ حجم تجارة مقاطعة هونان مع الدول الأفريقية خلال العام نفسه نحو 54.85 مليار يوان، حيث حافظت على تصدرها المناطق الوسطى والغربية في الصين.
مركز تجاري جديد للقهوة والمكسّرات الإفريقية
بفضل منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية-الأفريقية الرائدة، وإلى جانب عدة مبادرات أخرى، نجحت مقاطعة هونان في إنشاء ثلاثة مراكز تجارية رئيسية متخصصة في القهوة والمكسرات والمنتجات الزراعية الأفريقية، كما ساهمت في تشكيل ست سلاسل صناعية للمنتجات الأفريقية تشمل القهوة والكاجو وجوز المكاديميا والكاكاو والفلفل الحار المجفف وبذور السمسم.
علاوة على ذلك، حققت عدة منتجات أفريقية متميزة مثل العسل والفول السوداني وفول الصويا والفواكه من تحقيق استقرار في صادراتها إلى السوق الصينية.
وبحسب إحصاءات الجمارك الصينية، يُتوقع أن تصل قيمة الواردات والصادرات بين الصين وأفريقيا إلى 2.1 تريليون يوان بحلول عام 2024، محققة زيادة سنوية قدرها 6.1%. كما شهد حجم التجارة مع نحو نصف الدول الأفريقية ارتفاعًا تجاوز نسبة 10% على أساس سنوي.
في هذا الصددن أوضح يانغ تشو، نائب مدير جمارك تشانغشا، أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين بات أكثر ترابطًا ومنفعة للجانبين، إذ يلبي الاحتياجات المتنوعة للمستهلكين الصينيين، ويوفر في الوقت ذاته فرصًا جديدة للتجار الأفارقة لتعزيز مكاسبهم داخل السوق الصينية.
دعم تكنولوجي قوي للزراعة في إفريقيا
في متحف لونغ بينغ للأرز بمدينة تشانغشا، يتم عرض ورقة نقدية بقيمة 20 ألف أرياري من دولة مدغشقر، وتحمل صورة الأرز الهجين. وهي هدية قدمها السفير المدغشقري لدى الصين، روبنسون، في عام 2022.
يشكل الأرز المحصول الأساسي في مدغشقر، إلا أن عوامل مثل جودة البذور، وأساليب الزراعة، والبنية التحتية أدت في وقت ما إلى عجز البلد عن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي. ولعب مركز مدغشقر التجريبي للأرز الهجين، التابع لشركة “يوان سيد” لتكنولوجيا العالية، دورًا محوريًا في استكمال مشاريع المساعدات الخارجية التي أطلقتها أكاديمية هونان للعلوم الزراعية، مما أدى إلى توسيع نطاق زراعة الأرز الهجين وتعزيز استدامة المشاريع الزراعية التنموية هناك.
وأكد وان جوي مينغ، نائب المدير العام التنفيذي لشركة “يوان سيد” لصناعة البذور، أن الشركة قد نجحت في توطين السلسلة الصناعية الكاملة في مدغشقر، بدءًا من إنتاج بذور الأرز الهجين وتربيتها، مرورًا بالزراعة والمعالجة، وصولًا إلى عمليات البيع. كما أسست شركة مشتركة للبذور في ولاية كانو النيجيرية لتشغيل دورة الإنتاج المتكاملة للأرز الهجين، فيما يجري حاليًا تطوير حديقة صناعية متكاملة بمساحة عشرة آلاف هكتار في مقاطعة مالانجي الأنغولية بالتعاون مع شركات محلية.
وحتى الآن، ساهمت جهود شركة “يوان سيد” في توسيع زراعة الأرز الهجين عبر مساحة إجمالية تقدر بـ 80 ألف هكتار في القارة الأفريقية.
بدورها، تواصل شركة يوان لونغ بينغ للتكنولوجيا الزراعية العالية، عبر معرض الصين وأفريقيا الاقتصادي والتجاري، تعزيز شراكاتها في مجال التكنولوجيا الزراعية وابتكار نماذج تعاون صناعي جديدة مع أفريقيا، ما يفتح آفاقًا واعدة للتجارة والاستثمار الزراعي بين الجانبين.
حتى اللحظة، نظمت الشركة أكثر من 200 دورة تدريبية متخصصة في التكنولوجيا الزراعية عبر 53 دولة أفريقية، بما فيها كينيا وتنزانيا، ما أسهم في تأهيل أكثر من 7000 مسؤول زراعي وفني. ويعتقد ونغ يونغ، نائب رئيس معهد يوان لونغ بينغ الدولي للتدريب، بأن تطوير القطاع الزراعي في الدول الأفريقية يعتمد على اختيار وتربية أصناف جيدة من المحاصيل، إلى جانب تبني أساليب زراعية حديثة وفعالة.
آلية تخدم التعاون الاقتصاد والتجاري الصيني الافريقي
داخل القاعة الدائمة لمعرض الصين وأفريقيا الاقتصادي والتجاري في منطقة يوهوا بمدينة تشانغشا، تبرز مجموعة متنوعة من المنتجات الأفريقية، بدءًا من النبيذ الجنوب أفريقي، وصولًا إلى الطبول الغينية ذات الطابع الإفريقي. فمنذ انطلاق المعرض في هونان قبل ثلاث دورات، تمكن من تحقيق انتشار واسع غطى 53 دولة أفريقية، كما أطلق مشروع “مستودع العلامة التجارية الأفريقية”، مما عزز استيراد المنتجات الزراعية والغذائية من القارة، مثل الكسافا والأناناس والأفوكادو خلال عام 2024.
إلى جانب ذلك، كشفت منطقة هونان شيانغجيانغ الجديدة عن قاعدة للابتكار وريادة الأعمال موجهة للشباب الصيني والأفريقي. حيث توفر لهم خدمات دعم متكاملة تشمل العقارات، والاستشارات التجارية، ومطابقة الموارد، مما يسهم في تعزيز نمو رواد الأعمال الشباب.
وكان كونتي، القادم من مالي، أحد أبرز المستفيدين من هذه المبادرة. فبعد تخرجه في جامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين في يونيو 2023، انتقل إلى القاعدة حاملا مشروعه المتمثل في تطوير دراجة نارية تعمل بالطاقة الشمسية، ليبدأ مسيرته الريادية في هونان. وأوضح كونتي أنه يعمل حاليًا مع شركة متخصصة في تكنولوجيا الطاقة الجديدة، ويخطط للتعاون معها لتوسيع مشروع أنظمة الطاقة الشمسية في مالي بهدف المساهمة في حل أزمة نقص الطاقة في بلاده. وأضاف: “لقد أحدث التعاون بين الصين وأفريقيا تغييرات حقيقية وإيجابية في حياتنا”.
وأشار لي ويمين، مدير مركز تبادل العلوم والتكنولوجيا الأجنبية في منطقة هونان شيانغجيانغ الجديدة، إلى أن القاعدة أقامت روابط مع أكثر من 200 وكالة حكومية ومنظمة أعمال ومؤسسة في أكثر من 50 دولة أفريقية. كما أنشأت حاضنات لمشاريع الابتكار وريادة الأعمال في ثماني دول أفريقية، من بينها تنزانيا ومصر ونيجيريا. بالإضافة إلى ذلك، تعمل القاعدة على دعم محطة حاضنة مالي في تصدير الطائرات بدون طيار ومنتجات الطاقة الشمسية، إلى جانب السلع الاستهلاكية مثل الشعر المستعار والحقائب. في حين تواصل استيراد منتجات زراعية مثل القهوة من إثيوبيا ورواندا وكينيا والفلفل الحار من رواندا.
ومن المقرر أن يُقام المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي الرابع في تشانغشا خلال شهر يونيو المقبل. وفي هذا السياق، أكدت وزيرة التجارة والاستثمار والصناعة الكينية، ريبيكا ميانو، أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين أفريقيا والصين يشكل حجر الأساس لتحقيق المصالح المتبادلة وتعزيز التنمية المستدامة، ما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر تنافسية وازدهارا للطرفين.