شركة صينية لتشييد سد على سفح «كدية الجل
صحراء ميديا
شرعت شركة صينية مختصة في الأشغال الكبرى، في تشييد سد لحبس مياه الأمطار على سفح كدية الجل، بالقرب من مدينة ازويرات، أقصى شمالي موريتانيا، وذلك بعد أن فشل مشروع سد مماثل شيدته شركة محلية ورممه فرنسيون، ولكن من دون جدوى.
ويتولى الشيخ ولد بايه، الرئيس الحالي للجمعية الوطنية، مهمة متابعة تشييد السد المذكور، قبل أن يصبح عمدة لمدينة ازويرات، وكثف المتابعة بعد أن أصبح عمدة، ولكن الفشل المتكرر للمشروع وإصرار ولد بايه على تنفيذه، جعل سكان ازويرات يصفون المشروع بأنه «حلم شخصي» للرجل الذي ظل متمسكاً به حتى بعد أن غادر البلدية وأصبح رئيساً للبرلمان الموريتاني.
ولم يعلن عن تفاصيل التكاليف المالية للسد السابق، كما رفضت المصادر التي تحدثت لـ «صحراء ميديا» أن تكشف عن حجم الصفقة التي أبرمت مع الشركة الصينية لتشييد سد جديد في نفس المنطقة، واكتفت بالإشارة إلى أنها من خارج ميزانية الدولة.
ونقل مراسل «صحراء ميديا» في ازويرات عن مصادر خاصة، قولها إن السد سيشيد في منطقة (اظليمه) على سفح كدية الجل من الجنوب الغربي، والهدف منه هو حبس مياه الأمطار الموسمية التي تنهمر من قمة الجبل نحو سفحه.
تشييد السد المذكور سيتم من طرف شركة (سينوهيدرو) الصينية المختصة في تشييد السدود، وهي شركة تتبع للعملاق الصيني (شيناباور) الذي يحتل الرتبة 14 على تصنيف شركات الأشغال الكبرى عبر العالم من حيث رقم الأعمال، والرتبة السادسة من بين الشركات الصينية.
وسبق أن شيدت نفس الشركة عدة مشاريع في موريتانيا، من ضمنها مشروع ميناء تانيت والميناء المنجمي التابع للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) في نواذيبو، بالإضافة إلى مطار ازويرات الدولي.
وقرر المهندسون الصينيون تغيير موقع السد الجديد، والابتعاد 25 كيلومتراً عن موقع السد السابق الذي شيدته شركة الصرف الصحي والنقل والصيانة (ATTM)، والذي عانى من مشاكل فنية أدت إلى انهيار أجزاء منه، وحاول مكتب خبرة فرنسي إدخال تعديلات عليه لإصلاحه، ولكنها فشلت أمام قوة السيول الجارفة القادمة من قمة الجبل خلال موسم الأمطار.
وبدأت الشركة الصينية في تشييد حي سكني وقاعدة للمنشئات والآليات والمعدات الفنية، تبعد 1200 متر من موقع تشييد السد، كما تبعد 25 كيلومتراً من الطريق الوطني المعبد، كما بدأت في اكتتاب العمال وجلب الآليات والمعدات الفنية.
ويعتبر المشروع هو الأكبر من نوعه في ولاية تيرس الزمور إذ سيمكن من توفير كميات كبيرة من المياه العذبة سنوياً، ستكون صالحة للاستخدام البشري بعد أن تخضع للمعالجة، كما ستمكن من سقي الحيوانات.
وتعاني ولاية تيرس الزمور من نقص حاد في المياه، بسبب طقسها الصحراوي الجاف، وانتشار سباخ الملح التي تؤثر على المياه الجوفية في مناطق واسعة من الولاية، وخاصة في منطقة ازويرات، وفي محيط كدية الجل.