ثقافةمواضيع عامة

العلاقات الرياضية الموريتانية الصينية في طابع بريدي

عبداللطيف سيد محمد عبدالودود لموقع الصين بعيون عربية

وُلدت فكرة هذه المقالة لدي عندما قرأت قبل نحو اسبوعين، خبراً مهماً يتحدث عن المَسار الرياضي بين وطني جمهورية موريتانيا الإسلامية وجمهورية الصين الشعبية الصديقة. لكن من الضروري أن أُنوّه هنا، الى ان سجل العلاقات الرياضية الموريتانية الصينية كبير وواسع ولا يَحدّه حدود، وبأن الصين جادة جداً وعلى الدوام في دعم الرياضة الموريتانية، في مختلف مجالاتها.

يقول الخبر الذي أنا بصدده والذي كان له الفضل في فكرة هذه المقالة، أن معالي السيدة كمبا با، وزيرة الشباب والرياضة، استقبلت في مكتبها في نواكشوط سعادة السيد وي دونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية المُعتمد في موريتانيا، وتناول الجانبان بحث الملفات ذات الإهتمام المشترك والسُبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون وتطويرها بين البلدين.

 

china-mauritania-stamp1

يَعرف الموريتانيون والصينيون تمام المعرفة، ان بكين قدّمت مساعدات رياضية توصف بأنها “ضخمة” لدعم الرياضة الموريتانية، تمثلت في قيمة مائة مليون أوقية بشكل معدات رياضية لألعاب كرة القدم، وكرة السلة، وكرة اليد، وتنس الطاولة، وآلاف البدلات الرياضية المخصصة لممارسة الرياضة على الصعيد التنافسي والرياضة الجماعية.

كما قدّمت سفارة جمهورية الصين الشعبية في نواكشوط العام الماضي 2015، خلال حفل في مقرها، معدات رياضية لجمعية الثقافة والرياضة “التنين الذهبي لممارسة الكونغ فو”، من أجل دعم جهود تطوير هذه اللعبة التي تعد من الفنون الدفاعية الصينية الأصيلة. وتتمثل الهدية التي قدمتها المستشارة الأولى في السفارة الصينية لرئيس الجمعية، وبحضور السفير الصيني “وي دونغ”، في تجهيزات رياضية خاصة برياضة الكونغ فو.

لكن، يُعتبر المَجمع الأولمبي بنواكشوط الذي أقامته الصين، رمزاً بارزاً للعلاقات الرياضية الناجحة والمتطورة بين البلدين الصديقين، وهي علاقات يَرفد دفقها القوي مناحي العلاقات الاخرى بينهما، التي هي بحق مِثال يُحتذى ليس في العالم العربي بين الصين والدول العربية، بل وعلى صعيد العالم، بين شعوب كوكبنا الارضي والشعب الصيني الاممي.

ونلمس هذا الاهتمام الموريتاني بحضور فخامة رئيس الدولة لكل المباريات نهاية المواسم الرياضية الوطنية السنوية، ويسلّم بنفسه الكأس للفريق المنتصر.

وفي المَجمع، يتّسع الملعب الاولمبي الذي هو جزء من المَجمع، لحوالي40.000 ألف متفرج، وتم البدئ في تشييده سنة 1980م، وبدئ إستخدامه مطلع 1983م بتمويل وتشييد من جمهورية الصين الشعبية. ويُعتبر المَجمع الأولمبي أولى العمائر الرياضية المتكاملة في موريتانيا. ويضم المَجمع عدة مرافق من بينها، فندقاً لإقامة الفرق الرياضية، ومساحات خضراء لتدريب الأندية الرياضية وتحضير إستعداداتها الرياضية.

وفي الجزئيات الاخرى المهمة، فقد تم توقيع الاتفاقية الخاصة بترميم المركب الاولمبي بمختلف مكوناته في 3 يوليو 2015م، وبحسب ما أوردت الوكالة الموريتانية للأنباء ـ رسمية ـ فإن هذه الاتفاقية ستمكّن تأهيل المركب، وفق المعايير الدولية مما سينعكس إيجاباً على تطوير الرياضة في موريتانيا، ويأتي توقيع هذه الاتفاقية بعد تسلّم الحكومة الموريتانية دراسة لوضعية هذا المركب الاولمبي الوحيد من نوعه فى موريتانيا، أعدها طاقم فني صيني، ومكّنت من تحديد مكامن النقص في هذه المنشأة الرياضية .
وقد كانت زيارة وزيرة الشباب والرياضة الموريتانية “كمبا با” الى المركب الأولمبي، للاطلاع على الحالة العامة له، إشارة على الاهتمام به وبالرياضة الموريتانية عموماً، والتعاون من خلالها مع الصين الصديقة.

ولتكريس هذا الاهتمام الموريتاني الصيني بالرياضة بين البلدين، صدر في موريتانيا، في سنة 1984، طابع بريد جميل، يهدف للتعريف بالتعاون الرياضي بين الاصدقاء الموريتانيين والصينيين، وبهدف الاستمرار بتعزيزه.

هذا الطابع البريدي ملوّن. وبرغم صغر حجمه إلا أنه يَعرض لمختلف ملحقات وعمائر وساحات ومساحات ومواقع “مَجمع أنواكشوط الاولمبي”، بسبب إكتساب المَجمع شهرة كبيرة لتعاون البلدين (التعريف بالمَجمع في الطابع إيّاه نُشر بلغتين هما العربية والفرنسية). والقيمة الإسمية للطابع تبلغ 14 أوقية، لكن القيمة الحقيقية له تضاعفت، ومع مرور سنين كثيرة على صدوره، بسبب أنه الوحيد الذي يتحدث عن الاهتمامات والتعاون الصيني – الموريتاني في الرياضة، برغم ان قصة الرياضة بين البلدين طويلة ومتشعّبة جداً، فهي مَثار اهتمام من لدن الحكومات الموريتانية المتعاقبة.

*رئيس جمعية الشباب للثقافة والتنمية لجَمع الطوابع والعِملات بموريتانيا، وجامع طوابع وعملات موريتانية وأجنبية، وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب أصدقاء الصين ورئيس منتدى القسم العربي لمستمعي الاذاعة الصينية الدوليةCRI ومنتدى مشاهدي الفضائية الصينيةCCTV بموريتانيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى