تعليق: الصين تكافح الوضع الوبائي وتضع سلامة الإنسان في الأولويات
أطلقت ووهان وهي مدينة كبيرة في وسط الصين، مركز تفشي الالتهاب الرئوي، سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد القاتل. ومن الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس (23 يناير)، تم تعليق جميع وسائل النقل العام، بما في ذلك حافلات المدينة ومترو الأنفاق والعبارات وسيارات الركوب لمسافات طويلة، كما تم إغلاق ممرات المغادرة في المطارات ومحطات القطار حتى إشعار آخر. إن هذا الإجراء الحاسم اعتمدته الصين بناء على تحليل الوضع الوبائي وفهمه، والهدف من ذلك هو وقف انتقال الفيروس بشكل فعال، ومنع انتشار المرض، وحماية سلامة الناس وصحتهم، مما يعكس موقف الصين المسؤول.
هذا وأعلنت اللجنة الوطنية الصينية للصحة يوم الخميس تأكيد 571 حالة إصابة بالتهاب رئوي يسببه فيروس كورونا الجديد قد تم الإبلاغ عنها في 25 منطقة على مستوى المقاطعة في البلاد حتى نهاية يوم الأربعاء.
من المعروف أن ووهان هي أكبر مراكز النقل في وسط الصين، فمن الصعب جدا تبني قرارا بشأن الإغلاق المؤقت لقنواتها المرتبطة بالخارج. واتخذت الحكومة الصينية أخيرا هذا القرار بعقل وشجاعة لأنها تعتبر السيطرة على انتشار الفيروس أولوية قصوى لمهامها، وترى أن حماية حياة الناس وضمان سلامة صحتهم أهم من أي شيء آخر.
وفي تاريخ مواجهة الإنسان للأمراض المعدية، كانت مختلف البلدان قد تبنت تدابير مماثلة لعزل المناطق المتضررة بالأوبئة للحد منها. على سبيل المثال، أعلنت غينيا وسيراليون وليبيريا في عام 2014 عن إنشاء حزام عازل على منطقة الحدود المشتركة بينها لمنع انتشار فيروس إيبولا. وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الصين كانت “قوية جدا” و”من المهم جدا أن تتخذ الخطوات المناسبة وفقا للظروف الواقعية”.
جسر يانغسيقانغ على نهر اليانغتسى في مدينة ووهان
على الرغم من أن طرق الدخول والخروج مغلقة مؤقتا، فلن تصبح ووهان “جزيرة منعزلة” نتيجة لذلك. في الوقت الحاضر، ذهب عدد من المتطوعين الطبيين في جميع أنحاء البلاد إلى ووهان للمشاركة في العلاج، ومن هؤلاء تشونغ نانشان، الأكاديمي البالغ من العمر 84 عاما في الأكاديمية الصينية للهندسة والذي شارك في مكافحة السارس. يقول كثير من الناس في ووهان إن الإزعاج الناجم عن التدابير ذات الصلة ليس شيئا بالمقارنة مع الحياة والصحة. وفي الواقع، منذ عدة أيام مضت، قام العديد من أهالي ووهان بمبادرة إلغاء خطة السفر لمهرجان الربيع، ودعوا الناس من حولهم إلى “أن يصبحوا مسؤولين عن ووهان”. ويعكس هذا الفهم والدعم مستوى عاليا من التضامن والنظرة الشاملة للصينيين في الاستجابة للوباء وعززت الشجاعة والثقة لمحاربته.
في السنوات الأخيرة، حدثت أزمات عالمية متعلقة بأمن الصحة العامة مثل وباء الإيبولا والحمى الصفراء والإنفلونزا “أ” بشكل متكرر، مما يشير إلى أن الوباء ليس له حدود. إن الإجراءات الحاسمة والمنفتحة والشفافة للحكومة الصينية لمكافحة الوباء تعكس مسؤوليتها الكبيرة تجاه المجتمع الدولي. بعد أن أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقا من الخبراء إلى مدينة ووهان في زيارة تفقدية، قال تيدروس أدهانوم غبريسيس إن الصين تتبادل المعلومات حول وباء فيروس كورونا الجديد في الوقت المناسب واتخذت تدابير مماثلة، مما يدل على درجة عالية من الشفافية إلى حد ما. وأعرب زعماء ألمانيا وفرنسا مؤخرا خلالحديثهم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تقديرهم ودعمهم لاستجابة الصين في الوقت المناسب للوباء والحفاظ على الانفتاح والشفافية.
وسوف تستهل الصين مهرجان عيد الربيع. وفي عيد الربيع هذا، سيعمل الصينيون على مكافحة الفيروس ونعتقد أنهم سيحققون انتصارا شاملا من خلال الجهود المشتركة والتضامن.